الانسان والبحث عن المعنى.. التسامي بالذات كظاهرة انسانيه

 

الانسان والبحث عن المعنى .. 

Man Search for Meaning

التسامي بالذات كظاهرة إنسانية

لمؤلف: فيكتور إميل فرانكل

المترجم: عبد المقصود عبد الكريم

دار النشر: دار صفحة سبعة

عدد الصفحات: ٢٠٥ صفحة

 "من لديه سبب يعيش من أجله، يتحمل الحياة كيفما كانت "

خرج هذا الكتاب من رحم المعاناة، من القمع والتعذيب، من اللاإنسانية ومن الكثير. في هذا الكتاب وصف دقيق

لما عاشه الكاتب الطبيب النمساوي فيكتور إميل فرانكل، أحد الناجون من الموت في معسكر أوشفيتز، بالإضافة

إلى شرح موجز للعلاج بالمعنى وكيف يمكن لهذا النوع من العلاج أن ينقذ أرواحًا أرهقها الألم. علاج ليس

بجسدي بل معنوي ونفسي أيضًا. هنا، سوف تكون الحقائق مهمة فقط بقدر ما تكون جزءًا من خبرات الانسان.

يقسّم فيكتور كتابه هذا إلى جزئيين الأول وعنونه بخبرات في معسكر الاعتقال، لم يقل فيكتور معاناة في

معسكر الاعتقال بل قال خبرات وهذا ما يوضح لنا كيف كانت رؤية فرانكل لهذه المعاناة.

منذ أن بدأت أحداث الحرب العالمية الثانية، حصل الطبيب النمساوي على تذكرة للرحيل إلى الولايات المتحدة

ولكنها أبى، وبقي مع والديه في بلاده. تم اعتقاله وأخذه إلى معسكر أوشفيتز وهو أحد أكبر المعسكرات النازية

في  بولندا في أثناء الحرب العالمية الثانية، وأحد أربع معسكرات كان قد اعتقل فيها فيكتور فرانكل. .

فكيف عاش فرانكل حياة المعتقل؟

قبل اعتقال فرانكل كان قد شرع في كتابة مخطوطته التي يشرح فيها معنى العلاج بالمعنى ولكنه فقدها بعد

اعتقاله رغم محاولاته في إخفاءها، وبعد ذلك أصر على معاودة كتابتها بعد تحرير المعسكر ونجاته.

قام فيكتور بتدوين عدد كبير من الحكايات الواقعية حول معسكرات الاعتقال.

حين وصل فرانكل ومن معه إلى المعتقل لأول مرة كانوا كغيرهم ممن سبقوهم فأصيبوا بـ هذاء الإرجاء وهو

مصطلح في علم النفس يصف اعتقاد المرء بأنه سوف ينجو في اللحظة الأخيرة من الكارثة التي يعلم أنه مقبل

عليها، وهم أيضًا تمسكوا ببقايا الأمل واعتقدوا حتّى اللحظة الأخيرة أن الأمر لن يكون بكل هذا السوء.

يستيقظ فرانكل مع رفاقه في المعسكر كل يوم على صوت الصافرات وكان عليهم أن ينطلقوا بأسرع ما يكون

حتى يبدؤون العمل الشاق المجهد الذي كان عليهم فعله كل يوم ولكي يتمكنوا في منتصف النهار من الحصول

على وجبة لا تتجاوز قطعة خبز وحساء لا يحتوي على البازلاء إلا إذا تعاطف المسؤول عن الطعام معهم وقام

بملء كاساتهم بحباب من البازلاء.

رغم جروح أقدامهم وصعوبة مقاومتهم لهذا العمل الشاق كل يوم والنوم القليل، إلا أنهم كانوا يتظاهرون 

بالقدرة على العمل خوفًا من أن يتم استبعادهم ونلقهم إلى غرف الأفران وحرقهم. وكما نصحهم أحد المعتقلين

 الذي سبق وجوده في المعتقل فرانكل ورفاقه وقال لهم: هناك شيء واحد أتوسل إليكم أن تفعلوه، احلقوا يوميًا إن

أمكن إذا كنتم ترغبون في البقاء على قيد الحياة فهذه الطريقة الوحيدة التي تجعلكم تبدون صالحين للعمل.

رغم أن الكثير من رفاق فرانكل كان ينوي الانتحار بلمس الأسلاك الشائكة ولكن فرانكل كان يردد: لن ألتقي

بالسّلك ولو صدفة.عمل فرانكل بكل ما يستطيع من أجل بقاءه على قيد الحياة ولكي يتجنب غرف الأفران، أراد أن يكون حرًا في

داخله حتى وإن كان بين جموع المعتقلين، وكان يقول: ; أن الأسباب التي كانت مسؤولة في نهاية المطاف عن

حالة الذات الدّاخلية للسجين لم تكن تلك النفسية والجسدية التي تم ذكرها بقدر ما كانت نتيجة لقرار حرّ";

العلاج بالمعنى والفرق بينه وبين التحليل النفسي:

في الجزء الثاني من الكتاب يتطرق فرانكل إلى الحديث عن العلاج بالمعنى بصورة أعمق ويتحدث فيه عن

أمور عديدة مرتبطة بهذا النوع من العلاج.

في البداية يفرق فرانكل بين التحليل النفسي والعلاج بالمعنى ففي أثناء التحليل النفسي، على المريض أن يستلقي

على أريكة ويخبرك بأشياء تكون أحيانا مزعجة للغاية، أما في العلاج بالمعنى قد يظل المريض جالسًا منتصبًا

ولكن لابد أن يسمع أشياء يكون سماعها أحيانًا مزعجًا جدًا.

ثم يتطرق إلى تفاصيل أكثر تتمحور حول إرادة المعنى، الإحباط الوجودي، الاضطرابات العصابية ذات المنشأ

العقلي، ديناميات النو، الفراغ الوجودي، معنى الحياة، جوهر الوجود، العصاب الجماعي، نقد الحتمية المطلقة،

والكثير.